مع نهاية هذا العام جامعة قاريونس أول مؤسسة علمية ليبية لا تستخدم الورق

مع نهاية هذا العام جامعة قاريونس أول مؤسسة علمية ليبية لا تستخدم الورق
--------------------------------------------------------------------------------

الدكتور محمد سعد أمبارك رئيس جامعة قاريونس لليبيا اليوم:الجامعة تسعى إلى عملية الإصلاح التي يحتاجها المجتمع وتوقعاتنا مع نهاية هذا العام أن تكون جامعة قاريونس أول مؤسسة علمية ليبية لا تستخدم الورق.

قال الدكتور (محمد سعد أمبارك) رئيس جامعة (قاريونس) في حوار مع صحيفة (ليبيا اليوم) إن لجامعة (قاريونس) أهمية ومكانة كبيرتين في المجتمع الليبي اكتسبتهما من عراقتها، ولها دورا كبيرا يجب أن تضطلع به من أجل المشاركة في التنمية، والنهوض بالمجتمع، وتحقيق التقدم، وهذه الأهداف تستوجب تجميع كل الطاقات العلمية، من أجل خلق الكوادر المتخصصة، حيث أشار إلى أن الجامعة أمامها طموحات كبيرة تسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع.

وأكد رئيس جامعة قاريونس على ضرورة توفير الإمكانيات بما يتناسب مع حجم الطلاب المتزايد خاصة بعد فتح المجال أمام الطلاب لتحقيق رغباتهم في الانتساب إلى أي من الكليات التي يرغبون بها، بالإضافة إلى ضم ما يقارب (11) كلية من المناطق المجاورة إلى الجامعة الأم.

وأشار مبارك إلى أن الميزانية تم تخفيضها هذا العام بنسبة 40 % عن العام الماضي، مطالبا بزيادتها من أجل توفير الإمكانيات اللازمة لإنجاح العملية التعليمية.

ونفى الدكتور (محمد سعد أمبارك) ما تردد عن انهيار المستوى التعليمي للطلاب، جاء ذلك في تعليقه عن تدني المستوى التعليمي في مرحلة الدراسات العليا (الماجستير) وأعضاء هيئة التدريس، وما يتردد عن انقطاع صلتهم بوسائل التعليم الحديثة، والدوريات العلمية، والمؤتمرات، والندوات الدولية حيث قال: "هذا التعميم قد لا يكون صحيحا في كل الأحوال، والدليل هو إقامة العديد من المؤتمرات والندوات، وورش العمل داخل الجامعة، وخارجها، والتي يساهم فيها أعضاء هيئة التدريس بجامعة قاريونس، بمشاركة فاعلة، جعلت منهم يمتلكون نصيب الأسد في كل هذه المحافل العلمية، كما أن مشاركة الأساتذة في مؤتمرات دولية كبيرة بأوراق متميزة يدل على أن لهذه الشريحة دراية كبيرة، ولها قدرة علمية في مجالها، واطلاع يمكنها من تحقيق هذه الإنجازات، ومعلوم لدى الجميع في الداخل والخارج أن خريجي جامعة قاريونس يملكون مستوى علمي رفيع يؤهلهم بأن يحققوا نتائج باهرة".

وخص رئيس جامعة قاريونس الدكتور محمد سعد صحيفة (ليبيا اليوم) بإعلامها بالمرحلة الأولى لإنجاز تركيب منظومة اتصالية داخل مختلف أقسام ومكاتب الجامعة، وقال "يجري العمل الآن على تأسيس شبكة لربط الجامعة في المرحلة الأولى بعدد(600) جهاز حاسوب، لكي تصل شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) إلى كل قسم، وكل أستاذ وباحث، كما أن العمل جارٍ لميكنة كافة مرافق الجامعة الخدمية، والإدارية، والمالية، إلى العلمية بمنظومات لكي نتمكن من إنجاز الميكنة الكاملة، ونتوقع مع نهاية العام 2006 أن تكون جامعة (قاريونس) أول مؤسسة علمية ليبية لا تستخدم الورق في إنجاز أعمالها، وقد تم العمل على إعداد كوادر الجامعة من خلال التدريب والتأهيل لاستخدام هذه التقنيات الحديثة.

وعن برنامج الدراسات العليا بالخارج ذكر الدكتور محمد سعد أن جامعة (قاريونس) تساهم حاليا مع عدد من الجامعات العربية والدولية الأخرى من خلال اتفاقيات إجراء دراسات عليا مشتركة عبر إشراف متبادل بين الجامعات المعنية، وتبادل الأساتذة، وقد تم ذلك مع بعض الجامعات الإيطالية، كجامعة (بوكوني)، التي سيتم الشروع معها في برنامج ماجستير إدارة مستشفيات، كما تم اتفاق أخر معها في مجال الفندقة السياحة، كما تم إنجاز مشروع مع جامعة (نابولي) في مجالي جراحة العظام، والتخدير، وأيضا مع بعض الجامعات المصرية في بعض التخصصات الطبية. وهناك تعاون مع الجامعات الليبية الأخرى، في الإشراف والتقييم لعدد كبير من التخصصات العلمية والإنسانية والتطبيقية.

وحول ما يتردد عن وجود وساطة للإيفاد للدراسة بكل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لم ينف الدكتور محمد سعد هذه الاتهامات، لكنه كشف في الوقت نفسه أن هناك توجها بحيث ألا يكون تركز الطلاب في دولة واحدة.

وفي مجال العلاقات الدولية ذكر الدكتور محمد سعيد مبارك أن وفودا من جامعات أمريكية قامت بزيارة جامعة (قاريونس)، كان من بين هذه الوفود عدد من المسؤولين في الجامعات الأمريكية، كما زار الجامعة نائب وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون التعليم، والذي أبدى رغبة في تطوير العلاقة العلمية، والأكاديمية مع الجامعات الليبية، حيث تم الاتفاق على استجلاب عدد من أساتذة اللغة الإنجليزية، للتدريس في مركز اللغات بجامعة (قاريونس)، كما تم الاتفاق أيضا على تسهيل إجراءات إيفاد الطلاب الليبيين للدراسة بالولايات المتحدة الأمريكية، وتشجيع التبادل الطلابي والأساتذة بين الجانبين.

وفي ختام حديثه عبر رئيس جامعة (قاريونس) أن الجامعة تسعى إلى عملية الإصلاح التي يحتاجها المجتمع، باعتبارها جزءا من مجلس التخطيط المحلي العام، حيث ذكر أن دور الجامعة يتركز خلال هذه الفترة على إعداد البحوث والدراسات التي تناقش قضايا المجتمع، وتساهم في تحقيق التنمية والديمقراطية المباشرة، لكنه لمح إلى أن الإصلاح يجب ألا يكون استجلابا لتجارب غربية.. مشيرا إلى أنه " لدينا الحجة، والقدرة من خلال خبراتنا، وأساتذتنا على نقد هذا التوجه، والبقاء دائما للأصلح".