مدرسة الوحدة الثانوية

مدرسة الوحدة الثانوية
--------------------------------------------------------------------------------

تحتوي مدينة مصراتة ذات الأربعمائة ألف نسمة وثالث أكبر مدن ليبيا الرئيسية على ثلاث مدارس ثانوية وهي ( ثانوية الوحدة وثانوية العلوم الأساسية وثانوية الغيران ).

وحديثنا اليوم عن ثانوية الوحدة وما تعانيه من إهمال وتسيب وعدم مسؤولية سواء على صعيد الناحية التعليمية أو على صعيد البنية الأساسية للمدرسة. فالمبنى الرئيسي للمدرسة متهالك ولا تنفع معه حتى أعمال الصيانة ويجب إزالته بالكامل وإنشاء مبنى أخر وذلك نظرا للإهمال الذي تعرض إليه.

ومن ناحية أخرى فقد كانت هذه المدرسة تحت تصرف إدارة عسكرية إلى حدود سنة 1993م تقريبا، بإشراف الضابط محمد أبو فارس وهو إنسان نازي وسادي يتلذذ بمعاقبة الطلبة عقوبات قاسية جذا على أبسط الأمور ومديرها الفعلي الذي قدم استقالته قبل فترة الأستاذ محمد الأمين إنسان طيب ولكنه بسيط وساذج ولا يمتلك أي دراية بأمور الإدارة ويقضي أغلب وقته في حل المشاكل التي يسببها له العسكريين أو مرتزقة اللجان الثورية المتواجدين بالمدرسة كما تم تصميم بناء المدرسة وكأنها ثكنة عسكرية وليست مكان ثقافي تعليمي تربوي ويستطيع أي إنسان ملاحظة طابع بناءها حيث تبدو عليه الكآبة والحزن وتفوح منه رائحة الموت والعسكرة بدلا من إدخال روح المرح والحياة والتفاؤل فيها لخلق جو نفسي مناسب للطلاب.

ويشوه غالب أسوار هذه المدرسة أو الثكنة بمقتطفات من كلام (اقطاف) معمر القدافى وكتابه الأخضر، يقضى أغلب التلاميذ فترة الاستراحة في التندر والضحك على هذه المقولات وصاحبها. كما أن التجهيزات الداخلية للمدرسة قد مضى عليها أكثر من عشرين سنة فلا يزال المعلم يستخدم الطباشير في الكتابة على اللوحة، في وقت أصبحت فيه اللوحة متهالكة فضلا عن لزوم استبدالها بلوحة الكترونية تتناسب ومتغيرات العصر كما أن الكراسي والمقاعد في الفصول الدراسية ذات وضعية سيئة للغاية.

ويلاحظ انتشار الشكوى من امراض العمود الفقري بين الطلاب. كما أن المدرسة غير مجهزة نهائيا بأي جهاز حاسب آلي "كمبيوتر" لاستخدام الطلاب. والفصول الدراسية لا يوجد بها أي تكييف (نظام تبريد) أو نظام تدفئة ويعاني الطلبة والأساتذة الأمرين في فصل الشتاء بسبب برودة الطقس مع العلم أن بعض الفصول نوافذها الزجاجية محطمة منذ سنوات ولم يتم صيانتها وإصلاحها إلى الآن .

أما على صعيد المستوى والمحتوى التعليمي تعاني المدرسة من تدني المستوى التعليمي والتربوي بداية من الكتب والمناهج الدراسة التي لم تعد مناسبة إطلاقا وتطورات العصر وانتهاء بكفاءة الأساتذة الذين هم في غالبيتهم خريجي معاهد متوسطة وغير مؤهلين لتدريس طلاب في المرحلة الثانوية، ويغلب على تصرفاتهم وسلوكهم العام السوقية والمزاجية مع الطلاب ويمارسون عليهم أبشع أنواع التعذيب يصل الأمر فيه إلى الضرر والإعاقة الجسدية أحيانا وهناك حالات مثبتة ومسجلة لدى الجهات المختصة بوقوع مثل هذه الأضرار على بعض الطلبة.

وينبغي الإشارة والتنبيه أن الأساتذة أنفسهم يعانون بسبب سوء هذه الأوضاع أضف إلى ذلك ضعف الرواتب إذ يتقاضاه الأستاذ الليبي وهي تتأخر غالبا عدة أشهر حتى يتم صرفها له. أضف إلى كل ذلك أن المدرسة تعاني من انعدام المياه الصالحة للشرب نهائيا كذلك الحمامات والمرافق الصحية بحالة لا يمكن وصفها ولا تستخدم مطلقا من قبل الطلاب نظرا لوضعها الغير مناسب لأن نظام الصرف الصحي لا يعمل وتفوح منها الروائح الكريهة وبعض الحمامات لا توجد بها أبواب أصلا وان وجدت فبدون أقفال الخ المشكلات.

فكيف يتوقع من طلاب وأساتذة بهذه الإمكانيات والأجواء أن يكونوا صانعي المستقبل ومساهمين في بناء حضارة وتقدم ورقي بلادهم وأخيرا نود التنبيه على أن زمرة ومرتزقة اللجان الثورية قد طالت أيديها حتى هذه المدارس المتوسطة ولم يقتصر خرابها وعبثها بالجامعات والأكاديميات العليا فقط.

مراسل الجبهة الوطنية للإنقاذ - مصراتة
الجبهة الوطنية للانقاذ